بانوراما النّصوص

في جوف كل منا شغف و خلف كل شغف حكاية..وكل يغترف من هذه الدنيا بحجم شغفه. الواحدة صباحا،هجرت غرفتها تماما و وقفت أمام مرآة جدتها العتيقة. هش جدا عالمها انه يتقلص بآستمرار يكاد يخنقها . ذابلة هي كورقة أيلول المهشمة. أطالت النظر إلى المرآة فتراءى لها وجه لا تعرفه. هل هي هذه حقا أم هو طيف جدتها يظهر أمامها فجأة أم أنه الزمن قد دبر لها مكائده وآنقلب عليها ؟

فيا غيمةَ لا تحجبي عنّي السّماء أو امطري على صدري هذا الحريق الوجع يولدُ من آخر سطرٍ في هذا الكتاب و العنوان ظلّ مكانهُ في أعلى الصّفحة و النّافذة لا تطلّ إلا على عينيك بقيّة موعد تناسيناها على شفتينا حين مزّقنا هوّيتنا على فتحة الباب... الذكّرى بالذكرى و القبلة بالقبلة ...

كم كتبتُ لسيّدة " روما " ذات المحرابين في بومباي كنّا نبيع دماءً لحمرة راياتنا و عشقنا ظلالنا المنسيّهْ على أرض قديمهْ يوليوس يرسمُ تجاعيد كبريائه على جبهاتنا فلا نصلّي إلاّ لطعنته الأخيرة ...

باش نحكيلك حكايهْ..هي خرافهْ و إلا منامهْ في آخر اللّيـل ... زعمهْ نبدا من أوّلها و إلا من آخرها ؟ ممكن تضحك منها و تفسّخها و تلوم على إلي كتبها ... تقول ها المجنون شنوه دواه و إلا تعفسها و تمحيها و تقول أش يهمّني في لون سماهْ ...

كنت صغيرة كي سمعتها .. تقالت لغيري ..عجبوني حروفها .. في الوذن رنانة كي تتقال بالشوية .. تدخل وتسكن في القلب كي يتهمس بيها .. كنت صغيرة عجبتني ومكانش عندي حتى لعبة نلهي روحي بيها ... حبيتها وبقيت نعاود فيها قدام المرايا ..حلوة أما بقي ثمة حاجة ناقصة ... ثمة صوت تنهيدة منغصها عليا .. بقات ترن في وذني كيما سمعتها ..دافية وحنينة .. صافية معاها تبسيمة وبوسة ع الخد ويد تلعب بالشعر ...

لا زلت تلك الساذجة التي تحيك قميصا من الأحلام تحتمي به من صقيع الخيبات والانكسارات ... لا زلت تلك الفتاة التي لم تجاوز عقدها الأول ... تلك التي تفرح – كما لم تفرح يوما - بأمطار الخريف الأولى لتتخيلها لوحة فنية تحركها قوى الطبيعة ... لا زلت نفس الفتاة التي تهرب من "عالمهم" إلى أكداس من الإسطواناتالموسيقية تستسلم –من خلالها- للحن يشحنها بالإصرار و العناد و الحلم ...

أكره نصف الوجه فيه ..أخاف الملامح الناقصة والصور المبتورة .. لا أحب الليل على هذه الشاكلة ..أمقت أن أرى نصف ظلي ...

أمس التقينا على موعد ثابت في رصيف المنام نعد الليالي التي قد مضت والتي سوف تأتي سعيدين حرفتنا أن نخاتل موتاً تربص بالقلب كالطفل يلهو بمن انجباه وكالذئب يعوي ويستن أنيابه من عزيز الكلام لينشب أظفاره في رؤانا ويزهد في قتلنا ثم يعدو بعيداً ليبكي مع الموت ...

بشعري المشبشب إنت متعذب مالا كان نسيبو يتسبسب !!!تقول مشومة وتحوس براس مرفوع في الحومة ... إنت مولى الراي المدبدب تحبني أما باقي تكذب ..تكذب على روحك وعلي متعدي قدام داري يتسرسب ...

كتبت ليك كلام ميتقالش وحروف متتحلش فيها العين .. ستنيتك توا سنين .. ونصبر في روحي بقلم و ورقة ... ينشف الحبر نكتبلك بدموعي ..وكي توفى الورقة نكمل نوشم على بدني إلي ما يتقالش م الكلام .. وكلام ما يتقالش خاطرو يتحس ويتعاش ..كلام موش كيف الكلام ...

جوابي إلي ما وصلكش كتبتو ليا سنين ومنين ... كتبتو وقت إلي كنت نتدرجح و نتزرزح .. جوابي إلي ما وصلكش بعثتو مع حمامة ما طارتش .. كانت تمشي وتترنح وضيعت مشيتها ... حمامة ما شكتش للعالي كي قالولها السما مكرية لكبار الحومة ... جوابي إلي ما وصلكش سألتك فيه واش دوايا يا حمة وإنت متلف الجرة ونا بايتة سهرانة ...

تهرب ... تقرب نمسّك... نحسّك ندوّرك ونصوّرك نخلّط الاسمر من لونك وسط عيونك نخلق ورقة وبصوابع ايديك.. نصوّرك خاطرك تعجيني في كلّ وقت ومحلاك كي تتكلّم ونتوحشك ساكتة تخمّم ...