27 Aug
27Aug


أمس التقينا

على موعد ثابت في رصيف المنام

نعد الليالي التي قد مضت والتي سوف تأتي

سعيدين حرفتنا أن نخاتل موتاً تربص بالقلب

كالطفل يلهو بمن انجباه

وكالذئب يعوي ويستن أنيابه

من عزيز الكلام

لينشب أظفاره في رؤانا

ويزهد في قتلنا

ثم يعدو بعيداً

ليبكي مع الموت:

"روحان كانا وروحان ظلا

حزينان في لحظة من فراغ

نبيان في بسمة زاهده"

وكفي تعانق كفك

طيفا يمام على شرفة القلب

حطا وطارا يعدان للجرح روحاً

وناراً تكون سلاماً وبرداً

"عيدان" قال المفسر

"كفان.. كف لتمسح دمع

الشموع التي أوقدت نار حلمكما ذات صيف

وكف تعد لقلبك زادا..

ربما قد يود المسير وحيداً

وللقلب سلطان ما سوف يأتي

هيئ لقلبك ما قد يقيه سهام الخديعة

إن شاء سار

وإن شاء ظل لمحنته الخالده..

أمس التقينا

على موعدٍ..

لم أكن استشيرك

في ما يعزز سور الحكاية

لم نبتن بيتنا حيث شئنا

ولم نزرع الياسمين على شرفة البيت

حيث أردت..

لم تهدني الأغنيات

ولم اعدو نحوك إذ كنت أفعل

إن لاح لي بيت شعر

"ألا دثريني ألا دثريني

بشعرك.. إن النبوة

أن استريح بحضنك

مما سواه

خذيني لحضنك

إن الحياة شقاء

وهذي النبوة ملك يميني

تهون على الناس ما صدقوني

ولن يصدقوني

ولا أملك غير نفسي

وقد ظل حبل الدعاء وصالاً

ألا دثريني لعلي ارتاح

اني أرى العمر ينساب رملا

وخاب الرجاء ولا فائده"

أمس التقينا

ولم تسأليني عن الوقت خوف التأخر

وما كان طفلك يلهو بعمري

ولم يدع باسم أردت له أن ينادى به

ولم تعلمي أن في الرأس شيبا

وفي العمر خيبة

وفي الروح تعوي ذئاب وتأكل ذئبا

ولم تدركي أن للبيت رباً

ولم تلمحي في جبيني خطاً جديدا

وفي الجرح غربه

وفي العين رغبة

وفي العقل حربا

ولم تعلمي أن في القلب حبا

وفي الهجر رهبه

وأني تعلمت بعدك

وضع الورود على المائده

أمس التقينا

وكان المكان كما كان

في كل موعد

لم أكن اشتكي من غلاء المعيشة إن أتعبتني

إبنة الجار غازلتها فاشتكتني

وأمي الحياة إذا عاتبتني

وسيجارتي بعد اطفائها احرقتني

لم تكن تشتكي العته الذي يعلو رأس الزمان

ولا الإزدحام بذاك المكان

ولا العمر إن حط قبل الأوان

ولا اللؤم في نظرات الغواني

إذا ما إبتسمن لأبيات شعر حسان

تلك التفاصيل.. كانت طلاسم كل لقاء

"يطير الحمام يحط الحمام"

مرسيل كان يغني

"أعيشك في المهد تينا وزيتا"

كانت سلمى تغني

وكان المكان زحاما بضحكاتنا إن ضحكنا

واهاتنا إن عشقنا

كان المكان كما كان في كل موعد

ولكن شيئا تغير

والعمر رمل تسلل بين الأصابع

ولم أحسب الوقت

اني من أنجب الفاشلين

أنا فاشل في الحساب كما كل شي

ولم أحسب العمر إذ قد تسلل بين الأصابع

والان لا عمر يكفي لأهديكه إن أردت إتباع النجوم

ولا الدرب درب إذا شئنا أن نقتفي من خطانا التي سبقتنا

ألم نلتق ذات أمس؟

سألتك..

-هل كان لا بد أن نلتقي كي تراني

إن الحقيقة كذبتنا السائده..

__ __ __

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة