11 Aug
11Aug

لو كان الزّمان كالزّمان

حتّى و إن اختلف المكان

سأغيّر كلماتي بل اسمي و عنواني

لا كلماتي شعر و لا اللحن من سجعي

و أنا كما لو كنت أرسم وجعي

سجلوا عندكم هذه الأبيات

أبيات أكتبها ليست كالابيات

لتلائم آلامي و أحلامي

قصيدتي جاءت لتسجد هاهنا

في محرابكم المظفر بالثناء

نقشت ملامحا بها دموع

كبر التّاريخ و حزن الأنبياء

تفوح من نكهة البن المعتق بالدماء

لعلي أرى و عمقي يرى

يحاكي فلسفة الثعبان المقدس

ربما هكذا قدري ، عزيز ، جليل

كما غنى "برومثيوس" !

أغنية لأبي القاسم من أغاني الحياة

مع اختفاء الأغبياء

احتسي من نبيذ الحياة شيء من الحياة

حين لقبوني بالاه آلهة الشعر "اراتو"

بعد قارورة عاشرة ..!

"اراتو" ابتدعت في جمالا

جمال زهرة لينة حملتها رياح النزق

إلى لجة الشهوات

حينها كفروني !

عمامة ، فتاو و مسبحة

و لحية بالاوساخ تبدو قذرة

حاربوا كلمي لأنّ كلمي كافر

حرام أن يكتب في هذه الدفاتر

رددوا بعد هراء و معاء :

لا تغريكم تلك المظاهر

و لا تسمعوا قولا لشاعر

لعلي ابعدهم عن الرب الأعلى

بتحريك المشاعر !

ذنبي اني آمنت بالجمال

و ما اشتركت يوما في

لعبة الرقص على الحبال ...

قلتم : ماركسي ، شيوعي ، متطرف

قلت : وليكن ذلك !

قلتم : كافر متغطرس ، عاشق الرذيلة

قلت : أنا كافر الشعر و الأدب

و انتم اهل الفضيلة !

أنا من أنا ؟!

معادلة صعبة في تركيبها

وجودية ما ...

قالها درويش : كن نرجسيا إن لزم الأمر !

قالها الصغير عندما أحب البلاد يوم الأحد

و الأصل أنه عاش وحيدا و لم يعانقه أحد!

قالها سلامة حجازي :

اشاعو موتك سيدي و نسوا انك لن تجتاز

الحدود خلسة !

فقلت على لسان الشيخ الإمام :

هما مين وإحنا مين هما الأمراء و السلاطين !

و أنا ، أنا الرصاصة و القصيدة

و التحالف و الحكومة

الحكومة أنا !

الدرب و الركح ووسادة الفلاح في زمن الجوع أنا

شاهد على صفحاتهم الانتهازية

و حديث الليل في النهار ..

مرت الأيام آخذة باعناق الليالي

و أنا باحث عن الأنا

حتى صار نظمي و ووزني طريقا

للزنزانات الفردية مطلوبا !!!!

كابوس الحماقة و الشر و الظلم

اصبح واقعا محتوما !!!

علق قلمي جمجمة في محاجر النسيان

واختفى خلف القضبان !!!

قلمي صار اجراما وقحا في يد القوى

غير المعروفة ...

ضميرهم قاض عادل ضعيف

شوكة تخز روحي المقدسة

حتى أصبحت قصيدتي مضجرة بالدماء

في الجوامع ، المشافي ، الصحيفة

النوادي ، المقاهي ، المصانع

و المزارع ...

و لم يعلموا من أنا !!!!

ابن المدينة أنا

ابن الأرياف أنا

ابن اليراع الحر

ابن السيف

ابن الشعر

ابن الحرب

ابن الحب

و ابن الفن أنا!

أنا لا شيء يشبهني

شارعي و التين و الزيتون من لغتي

لغة أسمعها من الملائكة اترجمها

لبني البشر ...

استمروا في سبات الجحود و الإهمال

آلهة الفن لن تغفر لكم !

و لو اقمتم لي تمثالا في الساحة العمومية

و القيتم علي في اليوم الف تحية !

سلام ...

سلام البحر و الإنسان

حتى يتغير الزمكان

و لحديثي إليّ عنوان و عنوان !!!!!!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة