06 Aug
06Aug

أجلس القرفصاء فوق الكرسي ...استمع لصوت البحر الغائب ..أدخن أعقاب سيجارة مسروقة ...أدور حول نفسي أحيانا علي أرى وجهي لكن حتى ظلي رحل ..لم يبق لي سوى هذا الكرسي وهذه السيجارة الخيالية و وهم صوت البحر ...أريد الانزواء بعيدا عن كل هؤلاء لكني أخاف ..أخاف الوحدة وصوت قلبي .. لا أريد أن أعطيه فرصة الصراخ من جديد بإسمك ..فأنت حقا لا تستحق الذكر ..لم أعد أريد أن أخاطب نفسي أمام مرآة الحمام فأنا أعلم أن المرايا أيضا تتعب من كثرة الوجوه التي يتصنعها البعض ... فكيف لمرآة الحمام أن تتحمل نفاق وجهي اليومي وأنا أتصنع النسيان وعدم الاكتراث ...مللت ملامح وجهي المنعكسة وتلك الضحكات التي أشاركها مع نفسي ومع مرآة أعرف أني سأكسرها في لحظة غضب عارم من واقع زائف صنعته لنفسي يذوب وهمه فور خروجي من باب الحمام لأصطدم بصراخ يهزني من الداخل يطرح سؤال لماذا ؟؟ هذا السؤال الذي لا إجابة له سوى الصمت ...وما يزيد الوجع تلك الخلفية العقدية القابعة في مخيلتي والقائلة بأن طرح هذا السؤال هو من باب الاعتراض على مشيئة الرب ..هربت من المرآة لعلني أهرب من نفسي ... وها أني أجلس القرفصاء فوق كرسي يرمقني البعض شزرا لوقاحتي وقلة ذوقي وتهذيبي...غائبة عن الجميع إلا عن صورة مرآة تلاحقني إلى حيث اذهب .. اتمنى كسرها لكن لست حمل نزيف داخلي قد يودي بحياتي .... هل لهذا الكرسي الهزاز أن يريحني من وجع الوقوف أمام صورتي في المرآة ؟؟؟هل يهدهد وجعي ويخدرني لأنسى الواقع والجميع بما فيهم صورتي ...أم أن الخدر سيزول فور قيامي وسأحكم على نفسي بإدمان جديد لن يدوم طويلا وسيتعين علي البحث عن مخدر جديد ...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة