06 Aug
06Aug

كم أشتهي أن أتخيّلها، وكم أشتهي خيالي فيها، أتخيّلها في صورها المتعدّدة، تتكرني واحدة لتجتاحني أخرى، أراها وأتحسّسها، أمتلئ من كيانها فلا اكتفي أستزيدُ فيزيد عطشي، أدنيها منّي فتدنو متكاسلة، تسألني عمّا أريدُ، أريدها كلّها: فمن أين أبدأُ، فتهدهني أناملها فأتداعى لها، ألثمها وتلثمني، ترتفعُ حرارتنا وتتبعثرُ أوراقنا وتتناثرُ معها كلماتنا التي دوّنّاها سويّا، تعرّيني وأعرّيها فنتكاشفُ جسدين في فراش قديم، أضمّها إلى ناري المتوقّدة، فتلتهبُ فيها جمراتُ الشّهوة، شفتاها تحطّم حصون تردّدي، هل أستسلمُ؟ هل لي غير الإذعان لأنوثتها النّافرة؟ فليكن لها ما اشتهتْ، تمزّقت ملابسنا التي ليس لنا بِدالُها، أزيحُ حمّالات الصّدر، أنا أكرهها اكرهُ كلّ ما يمنعني منها، تكوّر النّهدان، أبيضان أملاسان ككرتي مرمر تتوجّهما حلمتان مجنونتان، تلاعبت الأيادي بكنوزنا نزّلتً يديّ أسفلَ هناك أين يولدُ الخيرُ  والشرُّ، تحثّني مستعجلةً: الآن الآ...ن... أد..... الآن تنفتحُ أبوابي فاطرقني من أيّ الأبواب شئت، هيّا هاتهْ ولا تبخلْ... آ...ه   تتباعدُ الحروف بين تأوّهاتها وآهاتي... الآن، يتوقّفُ التاريخُ... صرنا واحدا تقمّصتها وتقمّصتني، أنا بداخلها وهي جُوّايَ... صرخنا، صحنا أمتطيتها وامتطتني...  استفرغنا وسعنا من شهوتنا أسقتني من كأسها وشربتْ من معيني تعصرُ عليَّ وأحوطها بذراعيّ بعنفٍ فنتهيّجُ لجولة جديدة... وهكذا دخّنتها ودخّنتني، نحنُ الآن مركز الكون وجحيمهِ الذي لا يخمدُ... نمنا فحلمنا أنّا نعيدها مرّات ومرّات.... إني أعلنُ هزيمتي أمام عينيها وأوقعُ على استسلامي بقبلة على خصرها.... انتهينا ولم ننتهي من بعضنا... فتضحكُ بغنجِ: فعلناها يا فتايَ  رغم أنف الحرّاس والعسس رغم أنف اللّه...


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة