10 Aug
10Aug

مسكونة بتلك الصورة : صورة الكوخ القابع على تلك الربوة المحاذية لذلك الجبل ..هو ليس غاية في الشموخ لكنه ليس محني الظهر أمامنا ... صورة تحيط بها الأودية من كل حدب وصوب ..يختلف العمق من واد إلى آخر لكن تلك المخطوطة من الأودية التي تفترق لتلتقي تزيد البؤس في المشهد وتعمق الخوف .. دوما أراها في كوابيسي الشهرية كي لا أكون متشائمة وأقول الاسبوعية أو اليومية .. أخاف أن أخسر ذلك الكوخ بالرغم من قبحه وبؤسه وتعاسة أحلامي ..أخاف أن يمتد عرض الأودية ليلتهم المساحات شيئا فشيئا فتنهار الربوة ويصمت الجبل عن ذلك الموت ويدمر ذلك الكوخ فتزغرد الأودية ... هل يبكي الجبل لأن ربوة مسحت من الخريطة واتسعت مساحته مع السهول ؟؟؟ هل للجبل أن يبكي ابنته التي كانت تبعد عنه صوت الإندثار فيراها شامخة بينه وبين انحناء السهول ؟؟ هل يعرف الجبل مدى أهمية ذلك الكوخ في كوابيسي ؟؟ لو كان يدرك ما بكى .. الجبل يبكي ومياه الوديان القاتلة دمعه الجارف الذي حرق تربة الأرض فتآكلت وانهارت الربوة فدمر الكوخ ليعجز الجبل عن البكاء بعد ما ذرفه من دموع ..ليكون الدمع قاتل أحلامي ... هل كان الجبل مسكونا بهاجس الخسارة مثلي إلى أن حقق هواجسه بدمع الخوف ؟؟؟ أظنه كذلك ... هل الجبال تجزع مثل بناتها ؟؟ كيف لي أن أكون جزعة إلى هذا الحد وقد ولدت من رحم تلك السباسب التي ترضع بناتها الخاسرة وتسكنها بأثدائهن عند الكبر ..خسارة الأحبة والمكان والزمان وكذلك الأحلام التي تنهار مع كل صيف مع إحتراق جزء من الجبل ...؟؟ كيف لي أن أجزع من خسارتي لذلك الكوخ القابع في كوابيسي وفي ركني المظلم من الروح ؟؟ تلك الربوة وذلك الكوخ وحتى الجبل الهرم ..ندبات روحي التي لن تشفى ودمعي ودمع الجبل لن يدعاها تندثر ..هي دوما خضراء كما لم يكن هو يوماً .. تتغذى من الملوحة التي لا تنبت شيئا غير الخراب .. هل ستنهار الربوة ليموت الجبل إختناقا من المساحة الفارغة بعدها ؟؟هل يخاف الجبل أن يعتاد الانحناء بعدها ويصاب بداء السهول فيخضع ؟؟ لا يجدر بها أن تفعل به وبي ذلك ... يجب أن تبقى الصورة كما هي .. لا يجب أن تنهار وعلى الجبل أن يبقى شامخا وعلى الكوخ أن يظل متماسكاً تحت المطر وبمحاذاة الدمع لأنه لو لم يفعلوا سأهوي تحتهم وأنقبر في ركني وأتعفن ... لأني أنا الربوة وأنا ساكنة الكوخ الساكن لأحلامي وأنا ابنة الجبل وأخت الأودية وصاحبة الدمع

 تقوى محمّدي .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة