08 Aug
08Aug

 هل كان معدّا لنا سلفا أن نلتقيَ أمْ أنّ وجعنا المشتركَ هو الذي آلف بين بُعدينا . كنتُ قدْ قطعتُ وعدا على نفسي أن لا ادخل مدن الهوى و الغواية مرّة ثانية . أ لمْ يكفكَ ايّها القلبُ كلُّ هذه الرّزايا التي حوّلتك إلى عضلة تضخُّ في عروقي دماءً ممزوجة بسواد الكآبة و اللّوعة ؟ لقد رميتُ مفاتيح فؤادي في محيط عميق لا قرار فيـه و لكنّ تيّاراتُه الشّامتة أبتْ إلا أن تعيدَها إليّ.... أشعرُ  بدبيب غريب يسري في جسدي المنهك ، رعشةٌ خفيفةٌ يتداعى لها عقلي بتفكير  لولبيّ لا يطمئنّ إلى فكرة حتّى يهجرها إلى أُخرى تُعيدني إلى بدايات خِلتُ أنّها انقضت دون أملٍ في معاودتها . موجٌ جارفٌ من الهواجس و التمثّلات تكادُ تذهبُ بما تبقّى من روعتي ... ألوان مختلطةٌ لا أكادُ أميّزُ داكنها من ناصعها وجوهٌ آلفتها و نسيتُ لمن هي ، لقد لامستُ الجنون أو أكادُ... قطعَ عليّ صوتٌ ما تيهي اللّيلي... حاولتُ أن أتجاهلهُ دون جدوى ... مذياعي العتيق الذي حصلتُ عليهِ كجزاء كريم في سنتي الثّانية من تعليمي ، تنبعثُ منه آهات  مغنيّةٍ شابّةٍ زادت من جذوتي المتّقدة :  

بالـي مـعـاك بالي بالي بالي بالي يا بو الجبين عالي عالي عالي عالي

وحـيـاة سـواد عينيـك يا حبيبي غيرك ما يحلا لي

 عـمـري ما راح يرتاح يا حبيبي والشـوق بقلبي يزيد

 فـكـري مـعاك سـوّاح يا حبيبي وغيرك ما يحلا لي

 ولّـعـتـنـي بحـبّـك يا حبيبي وقلبي بهواك مشغول

 بيرِشّ سِـحـر بيقـول يا حبيبي غيرك ما يحلا لي

 بالـي مـعـاك بالي بالي بالي بالي يا بو الجبين عالي عالي عالي عالي

رنّ الهاتفُ جاء صوتك متثاقلا ، طال الصّمتُ و ارتبكنا ، أ أبدأُ بوجعي أم تفاتحيني بمرارة ما عشتِ ... أنت التي جئت من أقاصي المكان ، تختزلُ في تصابيها رحلةَ الغزال الشّارد أو طائرا يبحثُ عن غصن يحطُّ عليه فإن تمّ لهُ ذلك طلب الرّحيلَ ينشدُ غُصنا آخرَ... تُغويني انكساراتها و كساؤها الشّفاف الذي يُبين لي شيئا من روح متنطّعة تتوق دوما إلى حلم هارب... هكذا هي أرغبُ في الهروب منها فيها و بها... شفّافة كجداول الرّبيع ، شفتان تحرقاني و تجعلاني رماداً لمواقد الشّتاء ، أسكنتها لديَّ و جعلتها سرّيَ الصّغير أسترقُ من خطر عينيها شيئا من المعنى ينقصني... سأحتفظ بها فيركن  لا يعلمهُ إلاّنا.... وددتُ لو أعتصرها بين ذراعيا لأجمع تناثرَها على جسدي ، تشهبني جدّا أرى فيها نفسي في أحداقها ، هي آخرُ معالم الأنوثة الصّارخة ، يُغويني صمتها و حزنها و كتابها و قلمها... هي الأمرُ الذي إذا تعدّدَ توحّد في صمتي... هي أو بعضٌ منّي... أُحسُّ بتقلّبك في الفراش و أنت تبثين في نفسي و في قلبي حمما تعجزُ عظامي على تحمّل حرارتها ، أتفحّصُ في صورك التي تبادلناها في غفلة اللّيل... عينان ترويان قصصا لم أفهمها و لكنّي أستشعرها ، أحلامك الصّغيرة في ذلك البيت الخشبيّ الصّغير المشدود إلى سفح الجبل و المطلّ على البحر ، طاولة خشبيّة تناثرت عليها أوراقنا التي خططنا فيها كلماتنا الأبديّة ، تخرجينَ من الإستحمام و البردُ يذبني إليك ، أطوّقك من الخلفِ أتحسّسُ بشرتك التي تفوح برائحتنا التي عجز الماءُ عن إزالتها منك... تتصلّبين ثم ترتخين ، أحسُّ أنفاسك الملتهبة تلفحني... هي هكذا الصّور تمرُّ ومضات سريعة لا أستطيعُ الإمساك بها و تثبيتها... أ تذكرين صورتك و أنت عارية ، لقد صعقتني  ، شعرك حجب عنّي نهديك و تلك الأرداف المكتنزة تلمستها بأيادي الخيال جذبتك إليّ فانجذبت ... و لا أذكرُ بعد ذلك من الأمر غير شذرات من الإلتحام و التّوحّد و العرق المتصبب على جسمينا... نحنُ لا نخشى العراء ما دامت الحقيقةُ لا تدرك إلاّ كذلك... مرَّ الوقتُ و عاد الصوتُ المنبعثُ لينبّهنا من غفلتنا ، أما زلت تريدين سيجارة بعد كلِّ هذا التعب فتصاعدتْ الأغنيةُ لتجيبني :
 Baby, can’t you see
 I’m calling
 A guy like you
 Should wear a warning
 It’s dangerous
 I’m fallin’
 There’s no escape
 I can’t wait
 I need a hit
 Baby, give me it
 You’re dangerous
 I’m lovin’ it
 Too high
 Can’t come down
 Losing my head
 Spinning ‘round and ‘round
 Do you feel me now
 With a taste of your lips
 I’m on a ride
 You're toxic I'm slipping under
 With a taste of a poison paradise
 I’m addicted to you
 Don’t you know that you’re toxic
 And I love what you do
 Don’t you know that you’re toxic
 It’s getting late
 To give you up
 I took a sip
 From my devil's cup
 Slowly
 It’s taking over me
 Too high
 Can’t come down
 It’s in the air
 And it’s all around
 Can you feel me now
 With a taste of your lips
 I’m on a ride
 You're toxic I'm slipping under
 With a taste of a poison paradise
 I’m addicted to you
 Don’t you know that you’re toxic
 And I love what you do
 Don’t you know that you’re toxic
 Don't you know that you're toxic
 With a taste of your lips
 I'm on a ride
 You're toxic I'm slipping under
 With a taste of a poison paradise
 I'm addicted to you
 Don't you know that you're toxic
 Intoxicate me now
 With your lovin' now
 I think I'm ready now
 I think I'm ready now
 Intoxicate me now
 With your lovin' now
 I think I'm ready now

ثم نمنا معا  رغم أنف اللّه

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة