24 Sep
24Sep

يشهد هذا البلد تهاطل الأمطار و لقد رأيت كثيرا من المنشورات على الفايسبوك بخصوص هذا الحدث . وتذكّرت حكايتي مع المطر .

الأربعاء 15سبتمبر 1999 في هذا اليوم اصطحبني الحاج توفيق حفظه الله إلى المدرسة الابتدائيّة بسيدي أحمد الصّالح و كان مديرها سي عبد العزيز حمداني رحمه الله رحمة واسعة .منذ هذا التّاريخ تشأت بيني و بين المطر علاقة لم أعرف إلى اليوم ماذا أسمّيها . كنت و من شاركني في الموطن و الحال و الوجع نضع أرجلنا في "الزّنبيل "أو "الُخرج"كي لا تتّسخ أدباشنا بالوحل المتطاير من حوافر الحمير الّتي تقلّنا ذهابا وإيابا على امتداد مسافة 5كلم .بين المدرسة الابتدائيّة و ديارنا . أتذكّر كيف كنّا نبقى ساعات ننتظر انخفاض منسوب مياه الوادي "واد الرّثم أو الرّتم "الّذي كان يفيض مع كلّ تهاطل أمطارٍ أو كيف كنّا نجري إلى الدّيار القريبة من الطّريق لنحتمي من البَلَلِ.أو كيف كنّا نبتدع تمارين التّحمية و الغرض بعض الدّفء لسيقاننا الصّغيرة المتجمّدة بسبب "الجّليدة "أو الثّلج . أتذكّر أيضا ذلك اليوم الّذي كنت فيه فرحًا و السّبب "البوط "ذلك الحذاء المطّاطي الّذي يجعلني قويّا جبّارا أمام الماء أرمي بنفسي في "القلت"لا مباليًا . أتذكّر كيف كنّا نخاف صوت الرّعد ونحن عائدون من المدرسة أتذكّر كيف كانت أمّي تصرّ على ذهابنا للمدرسة أنا و أخي حتّى و المطر قويّ هطولُه .أمّي و تضحياتها و أبي و تضحياته . اليوم أرى المطر و هو يراني نتبادل كلمات بلغة لا يفهمها إلاّ كلانا .لقد زاد في نذكّري كلّ هذا وجع أبناء الرّيف عائدين من مدارسهم . يجرون و يضحكون و أحدهم يمسك "جرذقة "محتواها من صنع الأمّ المسكينة كلّ هذا و أنا أخرج على متن اللّواج من الكاف إلى تاجروين . المدرسة و المطر و أنا أعبر حاضري و ماضيَ يبكي من وراء ٍ و مُستقبلي يأْبى الوضوح. كلّ هذا كتب "حديث المطر ....." .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة