و اِنتصر القلم ...
انتصر أخيرا و غالب شعور السكون و الوهن و الخيبة..
انتصر و تشبث بأصابع مكبلة فأعاد لها الحياة كما لم يفعل أحد من قبل..
فهل يكون انتصارك سليل نشوة فرح مباغتة؟
كفاك هراء و تشدق!
هو ليس الحال ذا معك..قد يكون انتصارك على ألم..على ظلم..على ظمأ.. على زيف..
لكن أبدا لا يكون على ما يفوقها !
انتصارك مشوب بالخيبة و الانكسار..انتصارك موجع لم تأمل مجيئه إلا أنه فرض عليك فرضا !
انتصر قلمي على ما لم أقدر عليه بمفردي..انتصر على خيبات الزمن
نفض عنه غبار الجمود و راح يستحضر من كانوا و لم يعودوا..
من تنصلوا..
من هم في طور التنصل..
من خانوا..
من هم في طور الخيانة..
من وفوا و من أحبوا ..
لوهلة لمحتني أهزأ به و أنعته بالحمق.. كم أنت أحمق أيها القلم!
أ تخال هذا انتصارا إذن ؟!
يستنكر الحبر فيجيب ساخطا :"هو انتصار من لم ينتصر من قبل..انتصار الرفعة و الرقي"
لم أشأ المجادلة أكثر..من قال إن الحمق قرين الفشل حتما؟؟
من قال إن المنتصر ليس بأحمق !؟
و لكن..
دعك من هذا الهذيان و أجبني :
أ ما تشعر بالخيبة؟ بالانكسار؟ بالغربة؟
بلى..
أدرك كم هي خيبة موجعة حد الفناء
أدرك كم أنت وحيد يا "ابن أمي" !
و لكن..
لا تنسى أن الزمن سيكون كفيلا بإبادتها حتما ...