في زمن التّتّار ، كان الشّعرُ يقالُ خفيـةً ، لواعجُ الصّدرِ تكتمها الأضلعُ ، و يختنقُ بها الحلقُ ، فما سبيـلي إلى الكلام فيك ؟ الكنائسُ المهجورة لم تعدْ تستقبل يتامى الحبّ مثلـي فقد غصّتْ بأنبياء اللّه المنسيّين على درجِ الصّلاة ، أيُّ دَيـرٍ سيأوي شاعرا غاويا لم يتبعهُ سوى ظلّه لنصف طريق و تركَهُ عند المساء ؟ هذا الفجرُ الرّمادي لا يبشّرُ بانبلاج صبح المدينة ، وحدهُ النّفسُ المتصاعدُ يوقّع هذا الصّمتَ الممتدّ من زمن الخرافات إلى آخرِ خصلةِ شعرِ تدلّت على جبهة رومـا ... تمَّ ذلكَ و كنتُ لـهُ ما شفى السّقم فيهِ ... أيّ روحٍ هذه يمكنُ أن تقبلَ بأسرِ جسدٍ شفّاف أرى من خلالـه هذا الضّالّ بين البحرِ و السّهلٍ ؟ هي أمرٌ من رَوحِ حروفها التّـي تنغرسُ في مسمعيَّ غصبا عن بقيّة كبرياء أحتفظ بها كتذكرة ليومي القادِم ، ماذا عليّ أن أكتب ؟ أه نسيتُ أمرا ذا بالٍ !! أليست من أرى راهبـة من زمن القدّيسين الذين رسموا على البوابة الكبيرة المطلّة على نهر التّيبر اسماءَ فاتناتهم في المعبد ثم انتحروا خوفا من الشّوق ؟ ها أنت إذن أيّتها القدّيسة أتيت بأساورك و حكاياك و كلُّ ما فيك يمسحُ عنّـي غواياتي هلْ عليّ إذن أن اُحبّ امرأة تولدُ فيَّ كلّ يومٍ ؟ لا بأس سأدخلُ إذن الكنيسـة مادام حرْفُ اسمكِ يكتبني للرّيح بلغة جديدة نكونُ فيها أنا و أنا دوالاًّ على رنين الأجراس ... هيّا هات يديك و خذي يدَ الطّفل فيَّ و لنرسم سحابة تحجبنا نحنُ الشّمس على أرض الخطايا .... هيّـا ...