الإِيقَاعُ حَافٍ تَمَامًا
1 بَهَاء
تَقِفِينَ أَمَامَ المِرْآةِ
قِطْعَةَ مُوسِيقَى
فَيُبَادِرُ نَهْرٌ إِلَى كَتِفَيْكِ
وَ تَنْشَقُّ شَمْسٌ عَلَى رَمْلِكِ المُشْتَهَى
الرَّمْلُ الذِي حَمَلَتْهُ مُوسِيقَى الجَازِ.
فِي غَفْلَةٍ مِنْ عُوَاءِ الوِحْشَةِ …
يَصْحُو مَوَّالُكِ الحَافِي
مَا أَشَفَّ مَسَامكِ وَهْيَ تُغَنِّي :
"طِلْعتْ يَا مَحْلَى نُورْهَا
شَمْس الشَّمُّوسَة "
اللَّيْلَةَ تَرْقُصُ حَوْلكِ فِكْرَتُكِ الجَذْلَى
وَ يَحُطُّ عَلَى شُبَّاكِكِ عُصْفُورٌ مِنْ بَهَاءْ
2 الضَّوْءُ
الضَّوْءُ حَقِيقَتُهُ ذَهَبٌ سَائِلٌ
مِنْ أَصَابِعكِ المَائِيَّةَ
كَيْفَ تَسَنَّى لِلَيْلِ المَصَابِيحِ
أَنْ يَتَسَيَّدَ حَفْلًا أَنْتِ مَنَارَتُهُ ؟
! 3 الإِيقَاعُ حَافٍ تَمَامًا
الإِيقَاعُ يَشِي بِأَنِينِ ضَحَايَاكِ
كَيْفَ انْصَبُّوا كَأَسْمَاكٍ للزِّينَةِ
فِي أَكْوَارْيُوم الذِّكْرَى
وَالإِيقَاعُ حَافٍ تَمَامًا
يُشِيرُ إِلَى حَيْثُ امْتَلَأَتْ
عَيْنُ القِطِّ المُتَرَبّص بِالأَسْمَاكِ ضَجِيجًا
فِي المَاءِ يَزْدَهِرُ الإِيقَاعُ
وَ تُورِقُ أَغْصَانُهُ
كُلُّ هَذَا الضَّجِيج الذِي فِي الخَارِجِ نَسْلُ فَرَاغْ
بَيْنَمَا فِي الدَّاخِلِ تَنْمُو الحَيَاةُ
كَحَبَّةِ مُوسِيقَى !
4 الوَرْدَةُ
الوَرْدَةُ خَلْفَ التَّلَّةِ
لَمْ يَرَهَا الجُنْدُ
لَمْ تَأْكُلْهَا الأَيَائِلُ
لَمْ يَقْطِفْهَا الرَّاعِي
كَانَتْ تُشْهِرُ فِي وَجْهِ الكَوْنِ رِقَّتَهَا
مَنْ جَرَّ خَيَالَ الشَّاعِرِ نَحْوَ عَوَالِمهَا
ثُمَّ أَغْلَقَ أَبْوَابًا جَمَّةً دُونَ عَوْدَتِهِ! ؟
5 الأَشْجَار
الأَشْجَارُ التي احْتَفَظَتْ فِي الخَرِيفِ
بِخُضْرَتِهَا
كَانَتْ كَلِمَاتكِ فِي قَلْبِي
كُنْتُ أَسْقِيهَا مِنْ يَدِ الشَّوْقِ كُلَّ مَسَاءٍ
وَ أَرْعَى تَفَتُّحَ أَزْهَارِهَا فِي الصَّبَاحِ وَ أَمْشِي فِي ظِلِّهَا..
مبروك السيّاري