16 Sep
16Sep

ليت العمر يقاس بالنبض لا بالزمن ...
بنبضك الخائف مع أول حماقة طفولية ترتكبها ...
بنبضك المرتعش مع أول عهد لك بعالمك الجديد ....المدرسة
بنبضك الفرح مع أول جائزة تكافئ بعدها بنظرات والدك الفخورة المتباهية ...
بنبضك المسموع مع أول حب ... مع أول لقاء لا يمحى من سلم الذكرى ...
بنبضك المنتظم في أيامك الرتيبة ... تلك التي لا يميّزها شيء سوى تتاليها زمنيا وعبثيا ...
بنبضك المحموم في أيام فوضى المشاعر ... حين يختلط الحب بالثورة و الانتظاربالحسرة و الأمل بالذكرى ... حين تنسى ما إذا كنت في طريق البداية أم على دربالنهاية ...
بنبضك الصامت في أكثر اللحظات إثارة ... حين تتلهف لرؤية اسمك في قائمة " تحديدالمصائر" و إذ به إيذان لاجتيازك مرحلة من العمر لطالما تمنيت أن لا تنتهيأبدا ...
بنبضك المخاتل في لحظات استرجاعك لذكريات الماضي ... لا تعلم ما إذا كنت متذكّراأم متحسّرا ؟ ما إذا كنت تسترجعها لتسخر أم تسترجعها لتصمد ؟
بنبضك الهزيل الخافت في لحظات ضعفك و خوفك ... في لحظات استسلامك و عجزك ... فيلحظات تخليك و تركك ...
بنبضك الصاخب في أكثر لحظاتك صدقا ... حين تستعيض بدموعك لتواجه قسوة الزمن و حيفالحياة ... تلك الدموع التي لطالما اِعتبرتها مكمن قوتك و ضعفك في آن ...
ليت العمر يقاس بالنبض لا بالزّمن ...
ليته يتعالى عن الزمن و يكون خارجا عنه ...
ليت العلم يطور لنا ألة لقيس الحلم 
!

 حينها -فقط- سيكون  بوسعنا أن نقيسلحظاتنا بقدر ما نحيا لا بقدر ما نعيش ...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة