إلهي
لقد قلت "من يسألونك عني
فإني قريب أجيب الدعاء"
وأنك أقرب منهم إليّ
وأنّ الذي بيننا لا يباع ولا يشترى
وأنّكتصنعني تحت عينك
وأنّا عيالك ...
وأنّ على الليل لو طال ألّا يظل
وأنّالصباح قريب دنيّ
وأنّالحياة -على بأسها- صبرُ ساعة
وأنّيديك تُظل كفوف الجماعة
..
لماذاإذن يا إلهي
يقولون عنك كلاما مخيفَا
وها قد صبرنا سنينا طوالا
فلا جنة أو رغيفَا
وهل كان كفك فوق الكفوف
حين أسكنتهم في القصور ؟
هل كان كفك فوق الكفوف
حين سكنّا الرصيفَ ؟
إلهى.. أهُم وحدهم من عيالك
ونحن يتامى ؟
ألا حق في الأرض حتى نريد القيامة ؟
هل كان ذنبًا إذا ما أرادوا القتال
نثرنا الزنابق فوق القلوب
ورُمنا السلام ؟
..
إلهي
أكانوا أحقّ بأرضك كي يقتلوني ؟
ألم يلمحوا الحب في قطرات الندى في عيوني ؟
ألم أذكر اسمك من بعد خمري ومن قبل خمري ؟
ألم أنثر القمح وسط الحصى ليعيش الحمام ؟
ألم أستشرك في كل أمري ؟
لماذا إذن يا إلهي
تخلّيت عني وسلّمتني للتقاة ؟
أكان حراما عليّ أن كنت وحدي
وكانوا جماعة ؟
وأني فهمت الحياة بعكس خطاهم
فلم يرحموني...
..
إلهي
أما كنتُ منك وما كنت مني؟
ألم يقتلوا الله في كل من يقتلون؟
فمن أنت إن لم تكنّي
وبعدي من يعبدون ؟